سبع سنوات من التوتر: ضغوط ترامب على باول — كيف ستؤثر عاصفة الاستقالات القادمة؟

متوسط7/21/2025, 11:16:21 AM
تصاعدت التوترات بين ترامب وباول خلال السنوات السبع الماضية، مما زاد من حدة صراعات القوة بينهما. وإذا قام ترامب بإجبار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي على الاستقالة، فمن المتوقع أن تشهد الأسواق العالمية تقلبات شديدة. كما سيواجه قطاع العملات المشفرة تداعيات كبيرة في هذه الحالة.

هل يمكن أن يؤدي خلاف حول مشروع تجديد إلى إقصاء رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي من منصبه؟

بدأ ترامب بانتقاد باول خلال حملته الانتخابية، ويستغل الآن قضية التجديد كوسيلة جديدة للضغط عليه. هذا التصعيد السياسي يدفع الأسواق المالية العالمية إلى نقطة حرجة.

ما الضغوط التي يواجهها باول حالياً؟ وإذا اضطر للاستقالة، ما هي الصدمات المحتملة التي قد تتعرض لها الأسواق؟

ترامب وباول: سبع سنوات من التوتر

يكمن جوهر الخلاف بين ترامب وباول في أن ترامب يطالب بخفض أسعار الفائدة، بينما يرفض باول الاستجابة لهذا الطلب. هذا الخلاف الأساسي مستمر منذ عام 2018.

ومن الجدير بالذكر أن ترامب هو من رشح باول لهذا المنصب في البداية. ففي فبراير 2018، تولى باول رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد ترشيح ترامب له، على أمل تبني سياسة نقدية داعمة للنمو الاقتصادي.

في أكتوبر من نفس العام، انتقد ترامب باول علناً بسبب رفع أسعار الفائدة السريع، واعتبره "أكبر تهديد"، ووصفه بأنه "غير متزن". منذ ذلك الحين أصبح الخلاف علنياً، واستمر ترامب في ممارسة الضغط وافتعال المواجهات مع باول.

في عام 2022، رشح الرئيس بايدن باول لولاية ثانية تمتد حتى مايو 2026. ومع اقتراب انتخابات 2024، تصاعدت حدة التوتر. وخلال الحملة الانتخابية وما بعدها، اتهم ترامب باول مراراً بالبطء في اتخاذ القرارات و"عدم خفض الفائدة"، ودعاه للاستقالة عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة.

إلا أن استبدال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليس بالأمر السهل؛ فالقانون الأمريكي لا يسمح للرئيس بعزل رئيس المجلس لمجرد وجود خلافات في السياسات النقدية، ما لم تثبت مخالفات قانونية جسيمة.

في يوليو، ظهرت فرصة جديدة عندما طلب فريق ترامب من الكونغرس التحقيق مع باول بتهم "التحيز السياسي" و"الإدلاء بشهادة غير صحيحة للكونغرس"، مع اتهامات بمخالفات كبيرة في مشروع تجديد مقر الاحتياطي الفيدرالي الذي يشرف عليه باول.

في تلك الفترة، انتشرت شائعات عن نية باول الاستقالة، مما زاد من حدة الأزمة بعد سبع سنوات من النزاع.

مأزق سياسات باول: بيئة نقدية معقدة

قال روبرت هيتزل، الاقتصادي السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي: "البنك المركزي في وضع حرج".

يواجه باول حالياً بيئة نقدية شديدة الصعوبة؛ إذ قد تؤدي سياسات ترامب الجمركية إلى زيادة الضغوط التضخمية، بينما تظهر مؤشرات على تباطؤ سوق العمل. هذا التحدي المزدوج يعقد قرارات باول والمجلس.

خفض الفائدة مبكراً قد يؤدي إلى فقدان ثقة المستهلكين باستقرار الأسعار، بينما قد يتسبب رفع الفائدة في تقلبات بسوق السندات وارتفاع العوائد أو حتى حدوث اضطراب مالي.

بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، يواجه باول ضغوطاً سياسية كبيرة. استجابة لذلك، طلب مواصلة مراجعة مشروع التجديد من قبل المفتش العام، ونشر عبر الموقع الرسمي للمجلس شرحاً مفصلاً لزيادات التكاليف، رافضاً اتهامات "التجديدات الفاخرة".

في ظل تعقد التحديات الاقتصادية وتزايد الضغوط السياسية، يمر باول بأصعب فترات رئاسته للمجلس.

التداعيات المحتملة لاستقالة باول

استقالة باول تحت الضغط قد تهدد الاستقرار الذي تعتمد عليه الأسواق العالمية في تسعير الأصول.

أشار جورج سارافيلوس، الرئيس العالمي لاستراتيجيات العملات الأجنبية في دويتشه بنك، إلى أنه إذا أُجبر باول على الاستقالة، فقد ينخفض مؤشر الدولار المرجح بالتجارة بنسبة 3 إلى 4% خلال 24 ساعة، كما قد ترتفع عوائد أدوات الدخل الثابت بمقدار 30 إلى 40 نقطة أساس. وستواجه الأصول المقومة بالدولار الأمريكي علاوة مخاطر مستمرة، وقد يتخوف المستثمرون من تسييس خطوط المبادلة النقدية مع البنوك المركزية الأخرى.

وأضاف سارافيلوس: "الأخطر هو هشاشة التمويل الخارجي للولايات المتحدة حالياً، ما قد يؤدي إلى تقلبات سعرية أكبر وأكثر حدة مما كان متوقعاً".

وبحسب فريق الاستراتيجيات في ING بقيادة بادريك غارفي، فإن احتمال رحيل باول مبكراً يبقى ضعيفاً، لكن حدوث ذلك قد يؤدي إلى زيادة ميل منحنى عائد السندات الأمريكية، حيث يتوقع المستثمرون خفض الفائدة وتسارع التضخم وانخفاض استقلالية المجلس. وهذا قد يشكل وضعاً غير مواتٍ للدولار الأمريكي.

من منظور سوق الأصول عالية المخاطر، يشير محلل العملات الرقمية Phyrex إلى أنه حتى لو نجح ترامب في استبدال باول، فهذا لا يعني بالضرورة السيطرة على سياسات المجلس. ففي حال عودة التضخم للارتفاع، سيضطر أي رئيس جديد لتشديد السياسة النقدية مجدداً. أما إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في سبتمبر مع بقاء الاقتصاد مستقراً والبطالة منخفضة، فقد تنتعش الأصول عالية المخاطر، ومنها سوق العملات الرقمية، على المدى القصير. إلا أن بقاء أسعار الفائدة عند 4.5% يعني وجود سيولة كبيرة تحتاج إلى سحب تدريجي.


أي مؤشرات على عدم استقرار منصب باول قد تؤدي إلى تقلبات عنيفة في الأسواق. فالأمر لا يقتصر على خلاف بشأن السياسة النقدية، بل يتعلق أيضاً بصراع فعلي حول السلطة واستقلالية البنك المركزي.

إفصاح:

  1. تمت إعادة نشر هذه المقالة من ChainCatcher، وجميع حقوق النشر محفوظة للمؤلف الأصلي Fairy, ChainCatcher. إذا كان لديكم أي اعتراض على إعادة النشر، يرجى التواصل مع فريق Gate Learn، وسوف نتعامل مع الأمر سريعاً وفقاً للإجراءات المعتمدة.
  2. تنويه: جميع الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشكل نصيحة استثمارية بأي شكل.
  3. تمت ترجمة نسخ هذا المقال إلى لغات أخرى بواسطة فريق Gate Learn. ولا يجوز نسخ أو إعادة توزيع أو اقتباس أي محتوى مترجم إلا مع الإشارة الصريحة إلى Gate.
ابدأ التداول الآن
اشترك وتداول لتحصل على جوائز ذهبية بقيمة
100 دولار أمريكي
و
5500 دولارًا أمريكيًا
لتجربة الإدارة المالية الذهبية!