الأسواق المالية العالمية تتقلب: سياسة التعريفات تثير ردود فعل متسلسلة
مؤخراً، شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات شديدة. تواصلت مؤشرات الأسهم الثلاثة الكبرى في الولايات المتحدة في الانخفاض، كما سجلت الأسواق الأوروبية والآسيوية انخفاضات كبيرة. تأثرت أسواق السلع أيضاً، حيث تراجعت أسعار النفط والذهب معاً. لم يكن سوق العملات المشفرة بمنأى عن ذلك، حيث انخفضت بيتكوين بأكثر من 10% خلال يومين، بينما انخفضت إيثريوم بنسبة 20%. تبدو الأسواق المالية بأكملها وكأنها "بحر أخضر".
سبب الاضطراب في السوق هذا هو الأمر التنفيذي الذي وقعه مؤخرًا الرئيس الأمريكي بشأن "الرسوم الجمركية المتساوية". تعلن هذه السياسة عن فرض "حد أدنى من الرسوم الجمركية" بنسبة 10% على الشركاء التجاريين، وفرض رسوم جمركية أعلى على بعض الشركاء التجاريين. وقد أثار هذا الإجراء احتكاكات تجارية على مستوى العالم، حيث اتخذت دول ومناطق متعددة تدابير مضادة.
بعد إعلان سياسة الرسوم الجمركية، شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعًا غير مسبوق. استمرت عقود الأسهم الأمريكية الآجلة في الاتجاه الهبوطي الذي بدأ الأسبوع الماضي، حيث انخفضت عقود ناسداك الآجلة بأكثر من 5٪، وانخفضت عقود مؤشر S&P 500 الآجلة بأكثر من 4٪. كما تراجعت عقود الأسهم الأوروبية بشكل حاد، حيث انخفضت عقود مؤشر STOXX50 الأوروبي بأكثر من 4٪، وانخفضت عقود مؤشر DAX بنسبة قريبة من 5٪. ولم تسلم الأسواق الآسيوية من هذا التراجع، حيث انهارت أسواق الأسهم في اليابان وكوريا مرة أخرى، وافتتحت المؤشرات الكورية بانخفاض يزيد عن 4٪، وانخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة قريبة من 2٪. كما سجل سوق الأسهم في هونغ كونغ أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 1997.
سوق العملات المشفرة تعرض لضربة قوية أيضًا. انخفض سعر البيتكوين إلى ما دون 75,000 دولار في مرحلة ما، وانهيار شامل للعملات البديلة، حيث انخفض الإيثيريوم إلى أقل من 1500 دولار، ووصل سعر SOL إلى أدنى مستوى له عند 100 دولار. تُظهر البيانات أنه في ذلك اليوم، كان هناك 487,700 شخص في حالة تصفية، وبلغ إجمالي قيمة التصفية أكثر من 1.632 مليار دولار.
أثارت هذه العاصفة المالية مخاوف الناس من احتمال تعرض الاقتصاد الأمريكي للركود. وقد صرح العديد من الاقتصاديين وقادة الأعمال بأن الاقتصاد الأمريكي قد يكون بالفعل في حالة ركود شديد. وفقًا لاستطلاع، يتوقع 69% من المسؤولين في الشركات أن يشهد الاقتصاد الأمريكي ركودًا، حيث يعتقد أكثر من نصفهم أن الركود سيحدث هذا العام.
على الرغم من التشاؤم العام في السوق، هناك بعض العلامات الإيجابية. بدأت حكومات عدة دول في اتخاذ إجراءات لإنقاذ السوق. هناك تقارير تفيد أن الحكومة الأمريكية تفكر في تعليق سياسة الرسوم الجمركية، وقد أدى هذا الخبر إلى انتعاش مؤقت في معنويات السوق. على الرغم من أن هذا الخبر تم تأكيده لاحقًا على أنه معلومات خاطئة، إلا أن السوق لم يشهد انخفاضًا كبيرًا إضافيًا، مما يظهر بعض الخصائص القاع.
فيما يتعلق باتجاه السوق المستقبلية، تتباين آراء المحللين. يعتقد البعض أن هناك مساحة لمزيد من البيع، بينما يرى آخرون أن السوق قد رد بشكل مفرط. يميل المحللون الفنيون بشكل عام إلى الاتجاه الهبوطي، ويتوقعون أن سعر البيتكوين قد ينخفض أكثر إلى نطاق 66000-72000 دولار.
حالياً، تركز الأنظار في السوق على محضر اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مارس الذي سيتم الإعلان عنه قريباً. يأمل المستثمرون في الحصول على المزيد من الأدلة حول اتجاه السياسة النقدية المستقبلية من خلاله. في الوقت نفسه، يراقب الناس عن كثب التعديلات اللاحقة التي تجريها الحكومة الأمريكية على سياسة التعريفات، بالإضافة إلى تقدم المفاوضات التجارية العالمية.
في ظل هذه البيئة ذات عدم اليقين العالي، يحتاج المستثمرون إلى البقاء يقظين، ومراقبة اتجاهات السوق والتغيرات السياسية عن كثب، وإدارة المخاطر بشكل جيد. في الفترة القادمة، قد تستمر الأسواق المالية العالمية في مواجهة التقلبات، وقد تظهر أداءً متباينًا لمختلف الأصول.
This page may contain third-party content, which is provided for information purposes only (not representations/warranties) and should not be considered as an endorsement of its views by Gate, nor as financial or professional advice. See Disclaimer for details.
تسجيلات الإعجاب 10
أعجبني
10
6
مشاركة
تعليق
0/400
DeFiChef
· 07-09 02:42
مرة أخرى يجب تخزين المزيد من رسوم الغاز
شاهد النسخة الأصليةرد0
Lonely_Validator
· 07-08 17:32
خداع الناس لتحقيق الربح خسرنا كثيرًا
شاهد النسخة الأصليةرد0
HodlVeteran
· 07-06 04:48
مرة أخرى أشعر برائحة سوق الدببة، خبرة عام في الوقوع في الفخ هنا.
السياسة الجديدة للرسوم الجمركية الأمريكية تشعل الأسواق المالية العالمية بيتكوين خلال يومين هبطت أكثر من 10%
الأسواق المالية العالمية تتقلب: سياسة التعريفات تثير ردود فعل متسلسلة
مؤخراً، شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات شديدة. تواصلت مؤشرات الأسهم الثلاثة الكبرى في الولايات المتحدة في الانخفاض، كما سجلت الأسواق الأوروبية والآسيوية انخفاضات كبيرة. تأثرت أسواق السلع أيضاً، حيث تراجعت أسعار النفط والذهب معاً. لم يكن سوق العملات المشفرة بمنأى عن ذلك، حيث انخفضت بيتكوين بأكثر من 10% خلال يومين، بينما انخفضت إيثريوم بنسبة 20%. تبدو الأسواق المالية بأكملها وكأنها "بحر أخضر".
سبب الاضطراب في السوق هذا هو الأمر التنفيذي الذي وقعه مؤخرًا الرئيس الأمريكي بشأن "الرسوم الجمركية المتساوية". تعلن هذه السياسة عن فرض "حد أدنى من الرسوم الجمركية" بنسبة 10% على الشركاء التجاريين، وفرض رسوم جمركية أعلى على بعض الشركاء التجاريين. وقد أثار هذا الإجراء احتكاكات تجارية على مستوى العالم، حيث اتخذت دول ومناطق متعددة تدابير مضادة.
بعد إعلان سياسة الرسوم الجمركية، شهدت الأسواق المالية العالمية تراجعًا غير مسبوق. استمرت عقود الأسهم الأمريكية الآجلة في الاتجاه الهبوطي الذي بدأ الأسبوع الماضي، حيث انخفضت عقود ناسداك الآجلة بأكثر من 5٪، وانخفضت عقود مؤشر S&P 500 الآجلة بأكثر من 4٪. كما تراجعت عقود الأسهم الأوروبية بشكل حاد، حيث انخفضت عقود مؤشر STOXX50 الأوروبي بأكثر من 4٪، وانخفضت عقود مؤشر DAX بنسبة قريبة من 5٪. ولم تسلم الأسواق الآسيوية من هذا التراجع، حيث انهارت أسواق الأسهم في اليابان وكوريا مرة أخرى، وافتتحت المؤشرات الكورية بانخفاض يزيد عن 4٪، وانخفض مؤشر نيكاي 225 بنسبة قريبة من 2٪. كما سجل سوق الأسهم في هونغ كونغ أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 1997.
سوق العملات المشفرة تعرض لضربة قوية أيضًا. انخفض سعر البيتكوين إلى ما دون 75,000 دولار في مرحلة ما، وانهيار شامل للعملات البديلة، حيث انخفض الإيثيريوم إلى أقل من 1500 دولار، ووصل سعر SOL إلى أدنى مستوى له عند 100 دولار. تُظهر البيانات أنه في ذلك اليوم، كان هناك 487,700 شخص في حالة تصفية، وبلغ إجمالي قيمة التصفية أكثر من 1.632 مليار دولار.
أثارت هذه العاصفة المالية مخاوف الناس من احتمال تعرض الاقتصاد الأمريكي للركود. وقد صرح العديد من الاقتصاديين وقادة الأعمال بأن الاقتصاد الأمريكي قد يكون بالفعل في حالة ركود شديد. وفقًا لاستطلاع، يتوقع 69% من المسؤولين في الشركات أن يشهد الاقتصاد الأمريكي ركودًا، حيث يعتقد أكثر من نصفهم أن الركود سيحدث هذا العام.
على الرغم من التشاؤم العام في السوق، هناك بعض العلامات الإيجابية. بدأت حكومات عدة دول في اتخاذ إجراءات لإنقاذ السوق. هناك تقارير تفيد أن الحكومة الأمريكية تفكر في تعليق سياسة الرسوم الجمركية، وقد أدى هذا الخبر إلى انتعاش مؤقت في معنويات السوق. على الرغم من أن هذا الخبر تم تأكيده لاحقًا على أنه معلومات خاطئة، إلا أن السوق لم يشهد انخفاضًا كبيرًا إضافيًا، مما يظهر بعض الخصائص القاع.
فيما يتعلق باتجاه السوق المستقبلية، تتباين آراء المحللين. يعتقد البعض أن هناك مساحة لمزيد من البيع، بينما يرى آخرون أن السوق قد رد بشكل مفرط. يميل المحللون الفنيون بشكل عام إلى الاتجاه الهبوطي، ويتوقعون أن سعر البيتكوين قد ينخفض أكثر إلى نطاق 66000-72000 دولار.
حالياً، تركز الأنظار في السوق على محضر اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مارس الذي سيتم الإعلان عنه قريباً. يأمل المستثمرون في الحصول على المزيد من الأدلة حول اتجاه السياسة النقدية المستقبلية من خلاله. في الوقت نفسه، يراقب الناس عن كثب التعديلات اللاحقة التي تجريها الحكومة الأمريكية على سياسة التعريفات، بالإضافة إلى تقدم المفاوضات التجارية العالمية.
في ظل هذه البيئة ذات عدم اليقين العالي، يحتاج المستثمرون إلى البقاء يقظين، ومراقبة اتجاهات السوق والتغيرات السياسية عن كثب، وإدارة المخاطر بشكل جيد. في الفترة القادمة، قد تستمر الأسواق المالية العالمية في مواجهة التقلبات، وقد تظهر أداءً متباينًا لمختلف الأصول.